تكيس المبايض يعد ظاهرة من أكثر الظواهر شيوعًا بين النساء، وأحد أقوى الأسباب التي تؤدي إلى تأخر عملية الحمل والإنجاب،

إنها الظاهرة المعروفة باسم تكيس المبايض أومتلازمة  المبيض المتعدد الكيسات، وتلك الحالة هي عبارة عن،

اضطراب تصيب الهرمونات التناسلية لدى المرأة فتحدث نوع من الخلل الذي يتبعه الكثير من الأعراض،

ولفهم نوع الخلل الذي يحدث لابد من فهم مفهوم الكيس أولا، فمن المعروف أن الكيس الذي يكون موجود في البويضة

تكيس المبايض

هو عبارة عن شيء يشبه الحوصلة المغلقة المملوءة بالسائل والتي تظهر داخل المبايض،

وتجدر الإشارة إلى أنه لا يعني ظهور تلك الأكياس في المبايض أن تكون المرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض،

ولكي يتم تحديد تلك الإصابة يتم التوجه إلى الطبيب الذي يقوم بالفحوصات اللازمة؛ للوقوف على الحالة التشخيصية بشكل سليم،

وفي سياق متصل تجدر الإشارة إلى أن هناك عملية فسيولوجية تحدث للمرأة بشكل طبيعي ودوري كل شهر تقريبًا،

تلك العملية الفسيولوجية هي الدورة الشهرية أو فترة الحيض أو الإباضة، وفيها يقوم أحد المبيضين بإطلاق بويضة ناضجة،

تلك البويضة تنطلق نحو قناة رحمية تسمى بقناة فالوب، وعند وصول البويضة لقناة فالوب تستعد للالتقاء بالحيوان المنوي في حال وجوده،

فإذا كان الحيوان المنوي موجودًا يقوم بتخصيب البويضة فورا، فتصبح بويضة مخصبة، وفي تلك الحالة يستعد الرحم لاستقبالها،

لتبدأ رحلة الحمل والإنجاب، وفي حالة عدم وجود الحيوان المنوي تنسلخ بطانة الرحم فيما يعرف بعملية الإباضة أو الحيض،

وتسمى تلك العملية بالدورة الشهرية عند النساء، وفي حالة الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض يصيب الخلل أحد المبيضين أو كليهما،

فإما لا يقوم المبيض بإطلاق البويضة الناضجة على الوجه الأمثل، وإما لا تنطلق البويضات من الأساس،

عدم إطلاق البويضة يصاحبه العديد من الأعراض والمشاكل الصحية والتي من أشهرها على الإطلاق تأخير الدورة الشهرية عن موعدها،

ذلك التأخر في الدورة الشهرية، أو معاناة المرأة بعد ذلك من تأخر في عملية الحمل والإنجاب قد يدفعها للتفكير في أمر الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض،

ويعد تكيس المبايض أبرز الأسباب الكامنة خلف تأخر عملية الحمل والإنجاب، وفي دراسة قد أجريت عام 2018على مجموعة من النساء،

مختلفات الأجناس والفئات العمرية، أشارت الدراسة إلى نسبة الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض بين ثلاثة إلى عشرة بالمائة،

من مجموع النساء التي تم إجراء الدراسة عليهن، دون النظر إلى اختلاف الأجناس أو الفئات العمرية،

تلك النسبة قد زادت في العامين الأخيرين مقارنة بما تم التوصل إليه من نتائج عام 2018.

أعراض الإصابة بتكيس المبايض

من المعروف أن المبايض هي المسؤولة عن إنتاج بعض الهرمونات مثل هرمون الإستروجين وهرمون الاندروجين،

وفي حالة الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض يلاحظ حدوث اضطراب في نسبة الاستروجين والاندروجين في جسم المرأة،

وهذا ما يفسر ظهور الكثير من أعراض الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض مثل،

ظهور حب الشباب والمشعرانية،

هذا بالإضافة إلى حدوث نوع من الاضطرابات في الإشارات التي يقوم الدماغ بإرسالها إلى المبيض لتحفيز عملية الإباضة،

وذلك بسبب نوع من الخلل الذي يصيب هرمون الاندروجين، ومن الملاحظ أن أعراض الإصابة بتكيس المبايض،

تختلف بشكل كبير بين النساء المصابات،وتظهرتلك الأعراض بشدة في حالة إصابة المرأة بمرض السمنة،

ومن أبرز الأعراض التي تصاحب ظهور الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض:

• السمنة وزيادة الوزن وصعوبة فقدان الوزن خاصة في منطقة الخصر.
• اضطرابات الدورة الشهرية،وتلك الاضطرابات لها صور متعددة مثل،

غياب الحيض، استمرار الدورة الشهرية مع انعدام الإباضة.

• الشعرانية، حيث تعاني المرأة في تلك الحالة من ظهور الشعر الزائد على منطقة الصدر أو الوجه أو الظهر أو البطن.
• دهنية البشرة،وفي تلك الحالة تعاني المرأة من ظهور حب الشباب بكميات كبيرة صعب علاجها.
• الإصابة بمشكلة الشوك الأسود، وفيها تعاني المرأة من ظهور بقع سوداء وداكنة وسميكة على الجلد.
• الشعور بألم شديد في منطقة الحوض.
• التأخر في عملية الحمل والإنجاب، بسبب حدوث اضطرابات في عملية الإباضة.

اضرار تكيس المبايض

تعتبر النساء المصابة بمتلازمة تكيس المبايض هن الأكثر عرضة للإصابة بالعديد من المشاكل الصحية الأخرى،

ولكنه من الممكن أن الإسهام في سرعة الشفاء من المرض عن طريق محاولة السيطرة على المرض وأعراضه،

ويتم ذلك الأمر من خلال اتباع نظام غذائي صحي، ومحاولة تغيير نظام الحياة واتباع نظام حياة صحي،

هذا وتسبب الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض العديد من الأضرار والأخطار التي يجب علاجها في أسرع وقت من أبرز تلك الأضرار:

 

مشاكل الخصوبة

فمن المعروف أن عدم توفر بويضة ناضجة وصالحة لعملية الإخصاب قد يؤثر بصورة كبيرة على عملية الحمل والإنجاب،

ويرجع السبب إلى عدم وجود بويضة ناضجة إلى تأثر المبايض بظاهرة تكيس المبايض، والتي تؤثر على إطلاق المبايض لتلك البويضة،

والجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من تأخير عملية الحمل بسبب متلازمة تكيس المبايض، إلا أنه قد تنجح بعض النساء في

الحصول على إمكانية حدوث الحمل، ولكن ذلك الأمر في الغالب يحتاج إلى متابعة طبية مع أخصائي الخصوبة، أو الاحتياج لبعض الأدوية.

 

الآثار المترتبة على الحمل

إن حدوث الحمل لدى المرأة التي تعاني من متلازمة تكيس المبايض من شأنه إصابة المرأة بالعديد من المشاكل الصحية والأخطار خلال فترة الحمل،

ومن تلك الأخطار التي يمكن أن تصاب بها المرأة الحامل:

• الولادة المبكرة.
• ارتفاع ضغط الدم الذي يعتبر مقدمة للارتعاج أو ما قبل تسمم الحمل.
• الإصابة بمرض السكر والمعروف بسكر الحمل.
• احتمالية إصابة الجنين أيضا بمرض السكر من الدرجة الثانية.
• احتمالية إجهاض الجنين.

لذلك يجب على المرأة الحامل التي تعاني من متلازمة تكيس المبايض، أن تقوم بالمتابعة مع الطبيب المختص باستمرار؛

وذلك لوضع خطة مناسبة للاهتمام والرعاية بالحمل في فترة ما قبل الولادة، مع ضرورة ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

 

 

 

التهاب الكبد الدهني غير الكحولي

الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض قد تزيد من فرص الإصابة بمرض التهاب الكبد الدهني غير الكحولي،

وهو عبارة عن تراكم الدهون بنسبة كبيرة داخل خلايا الكبد، وفي العادة يكون تراكم الدهون في خلايا الكبد بتلك الصورة،

نتيجة لشرب المواد الكحولية، ولكن الوضع مختلف هنا، فتراكم الدهون يحدث بنسبة كبيرة أيضا ولكن ليس السبب هو تناول المشروبات الكحولية؛

لذلك سمي ذلك المرض بالتهاب الكبد الدهني الغير كحولي، ووجب التنويه هنا بأن تراكم الدهون بتلك الصورة الفظيعة يؤدي إلى إصابة خلايا الكبد بالالتهاب والتلف.

 

داء السكري ومرحلة ما قبل السكري

من أكثر الأخطار والمشاكل الصحية التي تصاحب الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض هي مشكلة مقاومة الأنسولين،

تلك المشكلة التي تزيد من خطر الإصابة بداء السكري من الدرجة الثانية، ومقاومة الإنسولين هي عبارة عن إنتاج الجسم للأنسولين مع عدم القدرة على استخدامه،

فمن المعروف أن الجسم يقوم بإنتاج هرمون الإنسولين لأداء مهمة معينة، وهي ضبط مستوى السكر بالدم،

الإنسولين هو المسئول عن مساعدة خلايا الجسم على امتصاص سكر الجلوكوز من الدم للحصول على الطاقة فيما بعد،

ومع وجود ظاهرة مقاومة الإنسولين تصبح الخلايا غير قادرة على امتصاص السكر من الدم، مما يؤدي إلى خلل في نسبة السكر وبالتالي،

حدوث الإصابة بمرض السكر، ويجب التنويه إلى أن ذلك لا يعتبر الخطر الوحيد من تلك الإصابة،

فمن المعروف أن الإصابة بداء السكري قد تؤدي للعديد من الأخطار والمشاكل الصحية الأخرى مثل أمراض القلب  والأوعية الدموية، واضطرابات الجهاز العصبي.